السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات
الخلفاء الراشدون رضى الله عنهم أجمعين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتلمذوا فى مدرسة النبوة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا هداة راشدين وهم سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي و نسب سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه الى الخلفاء الراشدين فكان خامس الخلفاء وان كان لم يتتلمذ على يد رسول الله صلى اله عليه وسلم ولكنه اتبع سبيل الخلفاء الراشدين المهديين فكان بحق خامس الخلفاء الحاكم العادل سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ولد سنة 61 هجريا بالمدينة المنورة وتولى امارة المدينة فى عهد الوليد بن عبد الملك سنة 87 هجريا وتولى الخلافة فى سنة 99 هجريا وتوفى سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه سنة 101 هجريا وله اربعون سنة قال الحسن البصرى رضي الله عنه لما جاءه نعيه: مات خير الناس .
كان سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه رجلا صالحا تقيا ورعا زاهدا وكان مع ذلك اماما عادلا رشيدا سائسا محبا للرعية مشفقا عليها رفيقا بها محسنا اليها لم تشغله عبادة ربه عن عباد ربه ولم تحل بينه وبين ما يصلحلهم من جليل الأمور ودقيقها كما انه لم تقعد به اعباء الخلافة وأوزارها وما تقتضيه سياسة الملك من سهر وتعب عما عليه لله تعالى من تبتل وطاعة فكان رضى الله تعالى عنه يصرف النهار وبعض الليل أحيانا فيما يعود على الأمة بالخيرات فاذا فرغ من ذلك اذ .. هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ( أمن هو قانت آنآء الليل ساجدا وقائما يحذر الأخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعملون والذين لايعلمون انما يتذكر أولوا الألباب ).
أوصى سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه بالمحافظة على أداء الصلوات فى أوقاتها ولقد كتب الى أمراء الأجناد كتابا جاء فى صدره : أما بعد فان عرى الدين وقوام الاسلام الايمان بالله تعالى وأقام الصلاة لوقتها . ومن عنايته رضى الله عنه بالصلاة أنه أصدر أمره بتعطيل الأعمال فى الدولة عند حضور الصلوات فقد كتب الى عماله يقول اجتنبوا الأشغال عند حضور الصلوات فمن أضاعها فهو لما سواها من شرائع الاسلام أشد تضييعا .
لما ولى سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قام الناس بين يديه فقال يامعشر الناس ان تقوموا نقم وان تقعدوا نقعد فانما يقوم الناس لرب العالمين ان الله فرض فرائض وسن سننا من أخذ بها لحق ومن تركها محق ومن أراد ان يصحبنا فليصحبنا بخمس يوصل الينا حاجة من لاتصل الينا حاجته ويدلنا من العدل الى ما لانهتدى اليه ويكون عون لنا على الحق ويؤدى الأمانة الينا والى الناس ولا يغتب عتدنا أحدا ومن لم يفعل فهو فى حرج من صحبتنا والدخول علينا .
وكتب بعض العمال الى سيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه يقول أما بعد فان مدينتنا قد خربت فان رأى أمير المؤمنين ان يقطع لنا مالا نرمها به فعل فرد عليه سيدنا عمر ابن عبد العزيز أما بعد فقد فهمت كتابك وما ذكرت ان مدينتكم قد خربت فاذا قرأت كتابى هذا فحصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم فأنه مرمتها والسلام . قال رجاء بن حيوة . . وهو مربى سيدنا عمر ابن عبد العزيز ومعلمه .. سمرت ليلة عند سيدنا عمرابن عبد العزيز . رضى الله عنه فاعتل السراج فذهبت أقوم اصلحه فأصلحه سيدنا عمر ابن عند العزيز ثم عاد فجلس فقال : قمت وانا عمر بن عبد العزيز وجلست وانا عمر بن عبد العزيز ... ولؤم بالرجل ان يستخدم ضيفه . لم تفع أزمات فى عصره والرفهية قد عمت ومالية الدولة قد قويت واطمأن الناس فى كل رقعة من رقع هذه الدولة الواسعة حتى عز وجود من يستحق الزكاة ويقبلها قال يحيىبن سعيد يعثنى سيدنا عمر ابن عبدالعزيز رضى الله عنه على صدقات افريقية فأقتضيها واطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيرا ولم نجد من يأخذها منى قد أغنى سيدنا عمر ابن عبد العزيز الناس فاشتريت بها رقاب فأعتقهم وولاؤهم للمسلمين . ركب رضى الله عنه يوم فى احدى جولاته مصطحبا معه مولاه . مزاحم . حيث خرجا الى وفارق طرق بعيدة تعبرها قوافل المسافرين وهناك راح وهو متنكر فى ثيابه يسأل الغادين منهم والرائحين ومن بين هؤلاء رجل فى احدى القوافل اقترب منه سيدنا عمر وسأله كيف تركت الناس فى بلدك ؟ فقال الرجل .ان شئت جمعت لك خبرى وان شئت بعضته تبعيضا . فابتسم الخليفة وقال بل اجمعه أى أوجزه
.
قال الرجل تركت البلاد الظالم بها مقهور والمظلوم منصور والغنى موفور والفقير مجبور وسارع سيدنا عمر رضى الله عنه بالانصراف بعيدا عن محدثه قبل ان تشى به انفعالاته ودموع الشكر التى راحت تنحدر من ما قيه والتقت الى مزاحم وقال له : والله لان تكون البلاد كلها على ما وصف هذا الرجل لأحب الى مما طلعت عليه الشمس ..
وسياسة سيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه الاصلاحية تتضح فى أول خطبة القاها بعد توليه الخلافة فى عبارة موجزة وجامعة فقد قال : أيها الناس انه لاكتاب بعد القرآن ولا نبى بعد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وانى لست بقاض ولكننى منفذ ولست بمبتدع ولكنى متبع ان الرجل الهارب من الأمام االظالم ليس بظالم ألا لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق . قيل لسيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه .
جزاك الله من الاسلام خيرا فقال : لا بل جزى الله الاسلام عنى خيرا . أتى رجل سيدنا عمر ابن العزيز رضى الله عنه بتفاحات فأبى ان يقبلها فقال له الرجل . قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية.. فقال سيدنا عمر كانت الهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ، وهى اليوم لنا رشوة ولا حاجة لى بها .
ضربوا لسيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه فلوسا فكتبوا عليها أمر عمر بالوفاء فلما رآها كان رضى الله عنه يتمنى ان يقبضه الله اليه غير مضيع ولا مفرط لكثرة ما يراه من الفساد . ولخوفه ان يناله ما نال لكثر الناس من انحراف وضلال فقد روى عبد الله بن المبارك ان سيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه : قال انى نظرت فى أمرى وامر الناس فلم أر شيئا خيرا من الموت لفساد الناس وما داخلهم من العيب . رسم سيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه حدود الكفالة الشاملة التى ستنهض بها الدولة تجاه مواطنيها جميعا فردا فردا نرى ذلك فى كتابه الى ولاته ..
لابد لكل مسلم من مسكن يأوى اليه وخادم يكفيه مهنته . وفرس يجاهد عليه عدوه وأثاث فى بيته فوفروا ذلك كله ومن كان غارما فاقضوا عنه دينه ومن أهم أوامره وتوجيهاته اتبعوا ما أحل الله وحرموا ما حرم واعترفوا بحقه تعالى واحكموا بما أنزل . افتحوا للمسلمين باب الهجرة .. الخمر باب
فحرموا كل مسكر. لا تتجروا وأنتم ولاة فأن الأمير اذا اشتغل بالتجارة استأثر واصاب ظلما وان حرص الا يفعل . لاتتخذوا على ابوابكم حجابا يمنعون ذوى الحاجات والمظلومين .رضى الله تعالى عنه وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وامته وسلم تسليما كثيرا . ٍ
موضوع: من أخلاق خا مس الراشدين سيدنا عمر بن عبد العزيز رصى الله عنه 
الأربعاء فبراير 19, 2014 11:25 am
