عرفت فتى ضائعا في مسالك الحياة
عرفته صبيا شرسا يمزق الاعشاش و يقتل الفراخ
و يسحق برجليه تيجان الازهار
عرفته في المدرسة شقيا متغطرسا عدو السكينة و السلام
و عرفته في المدينة يتاجر بكل انواع المحرمات
و يبدر امواله في الشهوات
لكني كنت احبه محبة يملئها الاسف و يتبعها الاشفاق
احببته لان سيئاته لم تكن من اعماق نفسه الباطنة
بل كانت من نفس ضعيفة قانطة
تترجم ما بها بافعال طائشة
احببته لاني رايت ضميره حمامة بيضاء
تصارع نسر اعماله القبيحة الفحشاء
احببته و محبتي له كانت املا باظهار نور شمسه الوضاء
المحجوب وراء غيوم القنوط و العناء
مرت الايام و انا اذكره بغصات مؤلمة
اتبعها بتنهدات تجرح القلب و تدميه
و بعد مرور الايام و الشهور و السنوات
التقيت به و اذا به متغير من كل الاتجهات
اصبح مثل الزهرة يعطر المكان و يزيده جمال
و بالامس كان كالشوكة يدمي و يجرح الخلان
اصبح يقرا الشعر و نظراته تشع نورا
و لمساته التي كانت بالامس تشبه مخالب النمر
اصبحت تلامس القلب برقتها
فوقفت مندهشة و قلت في استغراب
اين ذلك الدي عرفته و كان عدو السلام و الجمال
قال قد مات و بموته ولدت انا
انا صديقك الجديد يا اوفى الاصدقاء
قلت ومن اين اتيت و كيف اصبحت
قال اي صديقتي هو الحب العظيم
قد غيرني و اصبحت به على هدا المنوال
قد جعل قلبي طاهرا و انار بصري للجمال
هي المرأة التي ظننتها بالامس العوبة الرجل
قدانقضتني من ظلمة الجحيم
و فتحت امامي ابواب الفردوس و النعيم
تلك التي استعبدت بنات جنسها بالدهب
قد حررتني اليوم بجمالها
و رفعتني الى المجد و غدت روحي محبة
و سقت عطشي حبا
فتعلمت الرقة من رقة اسلوبها
و دقت الحلاوة من حلاوة وجههاو طهارة قلبها
هي التي اخرجتني من الجهل الى المعرفة
و من الظلام الى النور
و فتحت لي ابواب الجنة
فدخلت و هناك سكنت و حطيت الرحال