+
----
-
من يستطيع أن يخرج الدّجاجة من الزّجاجة
؟
هذه القصة رواها أحد المعلمين الأفاضل ، وكان على قدر كبير من الحكمة و الذكاء و الحلم و سرعة البديهة .
يقول هذا المعلم : " في إحدى السنوات كنت ألقي درسا على الطلاب أمام اثنين من رجال التوجيه اللذين حضرا لتقييمي و تثبيتي في منصبي ، وكان هذا الدرس قبيل الاختبارات النهائية بأسابيع قليلة ، و أثناء إلقاء الدرس قاطعني أحد الطلاب محاولا إحراجي قائلا:
" يا أستاذ ، إنّ اللغة العربية صعبة جدّا ، و نحن لا نفهم ما تقول " ، و ما كاد هذا الطالب يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام و في نفس الوقت ، فهذا يتكلم هنا و ذاك يصرخ والبقية تحاول إضاعة الوقت ...
سكت المعلم هنيهة ، ثم قال : " حسنا يا أولادي ، لا درس اليوم ، سأستبدل الدرس بلعبة ستروقكم .
ت
استطار الطلبة فرحا ، و قطّب الموجّهان وجهيهما تعجبا لما سمعاه . ( الموجّهان كنا حاضرين مع الطّلبة ).
رسم هذا المعلم على السبورة زجاجة ذات عنق ضيق ، بداخلها دجاجة ثم قال:
" من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة شرط ألاّ يكسر الزجاجة و لا يقتل الدجاجة " ، فبدأت محاولات الطلبة لكنها باءت جميعها بالفشل .
و فجأة صرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائسا : " يا أستاذ ، لا يمكن إخراج الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة ".
فقال المعلم : " لا يمكنك - يا ولدي - خرق الشرط الذي اتفقنا عليه "، فقال الطالب متهكما : " إذن يا أستاذ ، قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها " .
عندها انفجر الطلبة ضاحكين ملء أشداقهم ، ولكن ضحكاتهم لم تدم طويلا ، فقد قطعها صوت المعلم ، و هو يقول : " فعلا ، أحسنت و برعت يا ولدي ، هذه هي الإجابة الصحيحة " .
من وضع الدجاجة في الزجاجة هو من يستطيع إخراجها ، و هذا ينطبق عليكم أنتم يا طلابي الأعزاء ، فقد وضعتم مفهوما ظل عالقا في أذهانكم مفاده أن اللغة العربية صعبة ، فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها ، فلن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم الخاطئ من أذهانكم كما وضعتموه بأنفسكم .
يقول المعلم : " انتهت الحصة تحت ذهول الطلبة و تصفيقهم ، و إعجاب الموجهين ، و تفاجأت بعد مدة وجيزة بتقدم ملحوظ لمستوى الطلبة " .