جعل عدو عيني..!
جاءني يشتكي من أنه تعرض لموجة إرجاف عاتية جعلته يبيع (سهيماته) قبيل إغلاق السوق يوم الأربعاء, مكتفياً كما قال بما حصل عليه من ربح, وما كانت ربحاً, بل جزءاً من دراهمه انتزعها انتزاعاً من فم الذئب. هونت عليه الأمر, وذكرته أن الارتفاع سيعقبه هبوط إلى القاع, كما عودتنا سوقنا..وما طار سهم وارتفع, إلا كما طار وقع.. ابتسم صاحبي ابتسامة رضا, لكنه طلب مني أن أكتب قصيدة أسجل فيها معاناته, فكانت هذه الأبيات باللغة المحكية:
يا جعل عدو عيني يطلع من السوق
ويبيع سهيمات تدر الموارد
عز الله ان السوق كبسة ومرقوق
واخضر مثل عشب البراري وزايد
طب المخاليق فيه ما ظل مخلوق
كل بمنجل حقله اليوم حاصد
إلا وحيد الدهر شارد ومسروق
ضحكوا عليه: العاقل اللي يشاهد
أنا اشهد اللي باع خاسر ومحروق
واللي انتظر يبشر باجر المجاهد
واللي يطامر بين الرجاجيل مطفوق
خلك يا ولد العرب في السوق بارد
والسهم لا طار في الجو ملحوق
لا تحسبنه صار شيطان مارد
والله ان يجي لمك صاغر ومفلوق
ما طار سهم إلا رجع للوسايد
كنه سجين اصبح من السجن معتوق
ويعود سالم غانم للقواعد
سوق إذا زانت خليفات النوق
تغنيك من جوع وتملا موايد
تهتز بالنشوة عظيمات وعروق
وتنساب في المخبا فلوس العوايد
وتشوف في جوك امطار وبروق
وتشوف تطمينات تملا الجرايد
وقوم توصيك في ليل وشروق
وقوم تهنيك: ترا الخير واجد
وان طاحت بنا السوق آه من السوق
أصبحنا بعد العز نبوس الحدايد
تراها يابن اخي دنيا بلا ذوق
واجب فيها الصبر وان كان كايد